هل يحتاج مشروعك للإعلانات المدفوعة في بدايته؟

الجمعة، 8 أبريل 2022

Blue Flower
Blue Flower


كلما تحدثنا عن إطلاق علامة تجارية جديدة أو مشروع ناشئ، يأتي السؤال ذاته: "كم يجب أن نستثمر في الإعلانات المدفوعة؟" خصوصًا مع انتشار نصائح خبراء التسويق الرقمي حول أهمية الإعلانات على السوشال ميديا أو جوجل. الجواب قد يفاجئك: **لا شيء. نعم، لا يجب أن تستثمر في الإعلانات عند بداية مشروعك. دعني أوضح لك السبب، بناءً على تجاربي الخاصة كمستشار تسويق ومؤسس لعدة مشاريع.

البراند يُبنى بالعلاقات العامة وليس الإعلانات

القانون الثالث من القوانين الأساسية في بناء العلامة التجارية يقول: "البراند يولد بالعلاقات العامة، وليس الإعلانات". قد يبدو هذا غريبًا في البداية، لكن دعني أشرح. عندما تشاهد إعلانًا لعلامة تجارية جديدة اليوم، ربما تتعلق بملابس موسمية أو خصم على منتج ما، هل ستندفع لمشاركة هذا الإعلان مع أصدقائك إذا لم تكن تعرف العلامة التجارية من قبل؟ بالتأكيد لا. الإعلانات يمكن أن تبيع لك منتجات بسيطة تحتاجها في تلك اللحظة، لكنها لا تبني علامة تجارية.

تخيل مثلاً أنني، عبدالله راغب، أشاهد إعلانًا عن خصم على شاحن هاتف. سأشتريه لأنني بحاجة إليه، ولكن لن أهتم بالعلامة التجارية بحد ذاتها. ببساطة، الإعلانات تبيع *سلعًا* وليس *علامات تجارية*.

العلاقات العامة هي المفتاح

إذن، كيف نبني علامة تجارية؟ البراند هو عبارة عن سمعة، ثقة، وانطباعات المجتمع تجاه منتج أو خدمة. وهذا لا يأتي عن طريق الإعلانات، بل من خلال *العلاقات العامة*. شركات العلاقات العامة كانت، في السابق، تسهم في نشر قصص العلامات التجارية عبر وسائل الإعلام مثل التلفاز والمجلات، مما ساعد في بناء الثقة. أما اليوم، مع انتشار السوشال ميديا والبودكاست، أصبح بإمكانك كمؤسس أن تبني هذه العلاقات بنفسك.

دعني أقدم لك مثالاً: بدلاً من دفع مبلغ ضخم لشركة إعلانات، يمكنني أن أظهر على البودكاست الخاص بي، أتحدث عن قصتي وتجربتي كمؤسس، وأجذب انتباه الجمهور بقصتي، وليس بإعلاني.

بناء العلاقات: أساس الثقة

من أهم المفاهيم التي تعلمتها في حياتي المهنية هي أن الثقة هي أساس أي براند ناجح. مثلما قال الكاتب في كتاب "فن الحرب"، القوة لا تأتي فقط من الحروب، بل من التحالفات الاستراتيجية. الثقة هي الوقود الذي يحرك أي براند، وكل ما نفعله من نشر محتوى أو تسويق هو بهدف بناء هذه الثقة. أسهل طريقة لبناء الثقة هي من خلال توصيات أشخاص تثق بهم مسبقًا. إذا كنت تثق بصديقك خالد، وخالد يثق بي، فمن الطبيعي أن تبدأ بالثقة بي أيضًا.

التواجد الإعلامي وبناء الشهرة

في بداية أي مشروع، يجب أن تتواجد في كل مكان. استغل الفرص لتكون ضيفًا على كل بودكاست أو مدونة مرتبطة بمجالك، وتحدث عن قصتك. العلامات التجارية الناشئة تحتاج لأن تظهر في كل مناسبة وفعالية. تمامًا مثلما كانت تفعل أنيتا روديك، مؤسسة متجر "The Body Shop". كانت تتحدث في كل مكان عن مهمتها في الحياة، والتي تمثلت في دعم البيئة، وليس عن منتجات متجرها بشكل مباشر. ومع شهرتها، اشتهر متجرها وحقق نجاحًا كبيرًا.

ما هو دور الإعلانات؟

بعد كل هذا الحديث، قد تتساءل: "إذا كانت الإعلانات غير مفيدة في البداية، فلماذا تنفق الشركات الكبرى ميزانيات ضخمة على الإعلانات؟" الإجابة بسيطة: الإعلانات تحمي العلامات التجارية الكبرى. الشركات الكبيرة تستخدم الإعلانات كتأمين ضد المنافسين الجدد، وليس كوسيلة أساسية لزيادة المبيعات. إنها وسيلة لتذكير الجمهور بأنهم الأفضل. وهذا هو قانون الإعلانات: الإعلانات للحماية، وليس للبناء.

الخلاصة

عندما تبدأ مشروعك الجديد، ركز على بناء علاقاتك العامة أولاً، وقدم قصتك بشكل جذاب للجمهور من خلال وسائل الإعلام والبودكاست. دع الإعلانات لوقت لاحق عندما تحتاج إلى حماية ما بنيته، وليس لبناءه من البداية.

هل أنت مستعد لبدء فصل جديد في مشروعك؟

تواصل معي أو احجز استشارة مباشرة

هل أنت مستعد لبدء فصل جديد في مشروعك؟

تواصل معي أو احجز استشارة مباشرة

هل أنت مستعد لبدء فصل جديد في مشروعك؟

تواصل معي أو احجز استشارة مباشرة

هل أنت مستعد لبدء فصل جديد في مشروعك؟

تواصل معي أو احجز استشارة مباشرة

المزيد من المقالات